مشاريع وفعاليات دبي للثقافة
صناعة المحامل
شكلت السفن الشراعية الوسيلة الأساسية للتواصل بين المجتمعات الساحلية المنتشرة على امتداد الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث ساعدت على مزيد من الانفتاح بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات.أطلق سكان الخليج العربي اسم المحامل على السفن الشراعية، وقد جاء الاسم من (محمل)، وهي كلمة مشتقة من الفعل (حَمَلَ). تعد المحامل إرثاً بحرياً عريقاً، وقد أبحر معظمها بواسطة الأشرعة مثلثة أو مربعة الشكل، حيث تم استخدامها عبر التاريخ حتى منتصف القرن العشرين، كما وَرَد ذكرها في عدة مخطوطات من القرن الثالث عشر وفي دواوين الرحالة العرب مثل ابن بطوطة وابن ماجد في القرنين الرابع عشر والخامس عشر. قام صُناع السفن في دبي بصناعة المحامل من الليحان (الألواح) الخشبية، وتنوعت أشكالها بناءً على الغرض من استخدامها، فمنها ما خصص لصيد الأسماك أو الذهاب في رحلات الغوص على اللؤلؤ ، وتحديداً في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ومنها ما خصص للتجارة البحرية.
