مشاريع وفعاليات دبي للثقافة
التلي
"التلي" حرفة تقليدية قديمة، تعودت النساء المواطنات على ممارستها داخل بيوتهم لإنتاج منسوجات مطرزة لاستخدامها في تزيين مختلف أنواع الثياب النسائية، وتعد "التلي" إحدى مكونات التراث الثقافي المحلي التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، حتى وصلت لنا، وتعرف أيضاً باسم "تلي بوادل" أو "تلي بتول"، وتتميز تصاميم "التلي" بألوانها الزاهية وتستخدم في تزيين الياقات وحاشية وأصفاد الملابس النسائية الرسمية والعادية. من احترفن العمل في "التلي" دأبن على استخدام "المخدة" وتسمى "الموسدة" وهي أداة داعمة لعمل جديلة التضفير، ويتم تثبيت وسادة التطريز على حامل معدني يسمى (كاجوجة)، وتستخدم النساء اللاتي يقمن بنسج التلي ما بين 8 و50 "دحَـاري" (بكرة خيط) لتلائم عدد الخيوط المستخدمة في تصميم قطعة "التلي". قديماً كانت النساء يستخدمن في نسج ضفائر التلي خيوطاً من معدن الفضة أو الذهب يتم دمجها مع خيوط قطنية نقية ذات ألوان مختلفة تمتد على طول حواف القطعة، ما يساهم في إنتاج تصاميم زخرفية رائعة، ومع مرور الوقت استبدلت خيوط الفضة والذهب بأخرى صناعية، في حين تُعد ألوان الأسود والأخضر والأحمر والأبيض والفضي من أكثر الألوان استخداماً في تصاميم التلي. أسماء مختلفة تطلق على تصاميم "التلي" في الإمارات، من بينها "ساير ياي" (الذهاب والإياب) الذي يطلق على "التلي" نسبة إلى الطريقة المستخدمة في إنتاجه، حيث يتم تمرير الخيط الفضي المفرد ذهاباً وإياباً، وتشير تسمية تصميم "بو خوصتين" أو "بو فتلتين" (الخيط المزدوج) إلى الأسلوب المستخدم في إنتاج قطعة "التلي"، والأمر ذاته ينسحب على تصميم "بو خوصة" أو "بو فتلة" (الخيط المنفرد) الذي يستخدم لصناعة شريط فضي يبلغ عرضه نصف عرض التلي "بو خوصتين". وانطلاقاً من أهمية حفظ التراث المحلي ورفع مستوى الوعي به، بادرت "دبي للثقافة" إلى تسجيل حرفة "التلي" على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل، حيث تم الإعلان عن إدراجها على القائمة خلال الاجتماع السابع عشر للجنة الدولية الحكومية للدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، الذي عُقد في مدينة الرباط المغربية، ويأتي ذلك ترسيخاً لدور الإمارات في قيادة ملفات ترشيح عناصر التراث الثقافي غير المادي، بدءاً من الصقارة والسدو والتغرودة والعيالة وفن العازي والخط العربي وسباق الجمال والأفلاج والرزفة والقهوة العربية والمجلس وشجرة النخيل و"حداء الإبل"والتلي، كما يتناغم مع التزام الهيئة في صون التراث والاحتفاء به كمصدر ومرجع للأجيال القادمة.